كود ذكر المصدر

الراديو

...

كود مشاركة المواضيع في الفيس وتويتر

اخر الاخبار

اترك رسالتك

تحديث

.

.

.

.

دور التنمية البشرية في بناء الإنسان الايجابي والفعال في المجتمع ـ بقلم المستشار والمدرب الدولي / جامع مرزوك




دور التنمية البشرية في بناء الإنسان الايجابي والفعال في المجتمع



بقلم المستشار والمدرب الدولي  / جامع مرزوك

المنسق العام لنادي قضا لتحكيم الدولي ـ المغرب

مستشار تنمية بشرية فئة أ

محكم دولي فئة ب

رئيس جمعية نجاح للتنمية لبشرية     

  
   ان من اهم اهداف التنمية البشرية هو بناء انسان ذو القدرة على الاندماج الايجابي  في مجتمعه ،والعمل على العطاء المستمر والذؤوب المفعم بحب الوطن والوطنية . ليبدا في التفكير بعمق و ابداع فيتخلص من تلك النظرة الضيقة للحياة والفرد والمجتمع .فترى كل ناهل من هذه العلوم يبدأ بالتخطيط بشكل محكم لكل جوانب حياته ،ويعيد ترتيبه اورارق من جديد بشكل يجعل السير نحو اهدافه بسرعة كبيرة . تراه ينظم اوقاته ويراجع علاقته ثم يستثمر كل طاقته في تحقيق احلامه التي لم يكن  بينه وبينها سوى اكتشاف طاقاته وقدراته الكامنة  .ولا احد يمكن ان ينكر ما للتنمية البشرية او الذاتية  من اثر على التنمية في شموليتها ،سوءا كانت اجتماعية او اقتصادية او ثقافية او سياسية .
      ان رغبة الدولة في زيادة الرأسمال المادي رهين  بزيادة كفاءات  الرأسمال البشري ، خصوصا في الدول النامية . اذ ان الاستثمار الامثل هو استثمار العقول والكفاءات البشرية التي يتوفر عليها المجتمع من اجل تحقيق  نتائج اقتصادية هائلة ، والاستعانة بالخبرات المحلية في التخطيط ، التسيير ، ،الادارة والتسويق بدل الاستعانة بالخبراء الاجانب .ويعتبر التدريب اهم ما يمكن استغلاله للوصل للتنائج الحقيقية والايجابية في هذا المجال  .
     يعاني المجال الاجتماعي من عدة مشاكل سببها جهل الافراد ومحدودية افاقهم ، وتاتي التنمية الذاتية لتعالج ما يمكن للفرد ان يعانيه من ضغوطات عديدة جعلته يعيش تائها وسط هموم الحياة اليومية . مما يؤثر سلبا على علاقاته بافراد مجتمعه ، بدءا باسرته الصغيرة وانتهاءا بمجتمعه بشكل اوسع . ونرى ان دورات التنمية الذاتية تساعد الكثير على تخطي العراقيل التي تواجه في التعامل مع الاخرين ، وبالتالي نسج علاقات جديدة مليئة بالثقة والتفاؤل الايجابيين .والتنمية الاجتماعية تتوقف على مدى قدرة افراد المجتمع على الانخراط وتقبل الاخر مهما كان انتماؤه او ديانته او لغته ، وتدريب الافراد على التعايش وابداء ارائهم  واحترام الرأي الاخر مهما كان مختلف عن وجهة نظرهم، ومساعدة الاخرين وتوعيتهم كل حسب موقعه ووظيفته بهذا المجتمع  .بذلك سنبني مجتمعا واعيا منتجا في كل مجالات الحياة .
      وكلما انتشر الوعي انتشرت الثقافة وحب المعرفة ، والتنمية الذاتية في جميع مجالاتها تحت على الاطلاع والمطالعة ومصاحبة الكتاب لدوره في سمو الفكر والانفتاح على الثقافات الأخرى والاستفادة من تجارب الاخرين وتوظيفها في تنمية الفرد لذاتية وكما هو الشان في التنمية  الاجتماعية والمهنية ، فكلما ازداد اطلاع الفرد توفرت امامه فرص العطاء والارتقاء في مهنته نحو الأفضل . ويقاس تقدم المجتمعات بمدى ثقافة أفرادها واطلاعهم،ونهوضهم بموروثهم الثقافي الغني سواءا المادي واللامادي  .لدى لا يمكن لمجتمع لا زال أفراده يعانون من الأمية الثقافية ناهيك عن الأمية الأبجدية  ، ان يتصدر قائمة الدول المتقدمة .فمهما قمنا ببناء المكتبات الضخمة والخزانات المجهزة بشتى أنواع الكتب والبحوث العلمية  والوسائل الحديثة لن تتحقق التنمية الثقافية،   الا بوعي الأفراد بأهمية القراءة والتدريب في جميع مجالات الحياة واقتحام كل ماهو جديد ،ضروري لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة .
  

ولا احد ينكر ان النهضة لا تأتي بالمشاريع الكبرى وحدها ، انما الضرورة تلح على بناء الانسان اولا ليساير جميع المشاريع مهما كانت ضخامتها ومهما كان مستوى تدبيرها واشتغالها . باعتبار الفرد هو اللبنة الأساس والعنصر الهام للنهوض بأي مجتمع كيفا كان نوعه .وكما قال المفكر المغربي الدكتور المهدي المنجرة مبينا دور تنمية الإنسان في امن واستقرار المجتمع وتقدمه: " عندما أراد الصينيون القدامى أن يعيشوا في أمان؛ بنوا سور الصين العظيم .. واعتقدوا بأنه لايوجد من يستطيع تسلقه لشدة علوه، ولكن ..! خلال المئة سنة الأولى بعد بناء السور تعرضت الصين للغزو ثلاث مرات ! وفى كل مرة لم تكن جحافل العدو البرية فى حاجة إلى اختراق السور أو تسلقه ..! بل كانوا في كل مرة يدفعون للحارس الرشوة ثم يدخلون عبر الباب. لقد انشغل الصينيون ببناء السور ونسوا بناء الحارس .. ! فبناء الإنسان .. يأتي قبل بناء كل شيء وهذا ما يحتاجه طلابنا اليوم" وهاهي الصين اليوم بعد ان فطنت لاهمية بناء الانسان كيف تسلقت سلم التنمية بسرعة كبيرة واستطاعت في وقت وجيز ان تصبح قوة اقتصادية عظمى .


                                                 بقلم المستشار والمدرب الدولي جامع مرزوك